يسأل أحد القراء: عندى فيروس سى سبب لى درجة بسيطة من دوالى المرىء، وعليه لم يسمح لى بالانترفيرون كعلاج، وقرأت أنه بالطريق علاج يؤخذ مع الانترفيرون ليرفع نسبة الشفاء، فهل يجوز لى أخذ هذا العلاج بدون الانترفيرون على الأقل لإضعاف نشاط الفيروس؟
يجيب الدكتور هشام الخياط، رئيس قسم الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس قائلا:
بالنسبة لهذا المريض حتى الآن يعتبر عنده تليف متكافئ بمعنى أن الدوالى غير نازفة ودرجتها واحد أو اثنين، ويبدو أنه لا يعانى من استسقا أو وجود مياه فى البطن ولا يوجد عنده تورم بالقدمين، وبالنسبة للعلاج بالانترفيرون، فإن نسبة الاستجابة ستكون قليلة وتتراوح من عشرين إلى أربعين فى المائة عكس المرضى الذين لا يعانون من تليف بالكبد، وعليه لا يوجد أى موانع لأخذ الانترفيرون إلا أن نسبة الاستجابة ستكون قليلة والمضاعفات ستكون أكثر من المرضى الذين لا يعانون من تليف.
وهذه المضاعفات يستطيع أستاذ الجهاز الهضمى والكبد السيطرة عليها، وخاصة إذا كانت صورة الدم قبل العلاج طبيعية وإذا كانت درجة الدوالى بسيطة أو درجة واحدة وإذا كان لا يوجد استسقا فى البطن، وبالنسبة للعلاج على نفقة الدولة فلا يسمح بأخذ الانترفيرون فى مثل حالته، والسبب هو أن الاستجابة ستكون أقل ويجب إعطاء مثل هذا العلاج المكلف للمرضى الذين يستجيبون بدرجة أعلى تقترب من ستين بالمائة، حتى يتم الاستفادة من العلاج الغالى الثمن، والذى يكون على نفقة الدولة للذين لديهم قابلية أكثر للعلاج.
أما بالنسبة للعلاجات الأخرى، فإذا كان الانترفيرون غير متاح لبعض المرضى فهناك عقار "الآمين" الذى يقلل من تكاثر الفيروس ولكنه لا يؤدى إلى القضاء عليه تماما، كما أنه يوجد عقار آخر يسمى "النيتازوكسى نيد"، ولكن لا ننصح به حتى يتم مناظرة المريض، وهناك أيضا دواء آخر تحت التسجيل فى العالم يسمى "البوسى بريفير"، وهذا الدواء مازال تحت التسجيل، وهو يقلل من تكاثر الفيروس ويحفز الانترفيرون الداخلى، كما أن هناك مجموعة جديدة أخرى من الأدوية التى تنتهى من الاختبارات الإكلينيكية فى المراحل الثانية والثالثة قبل اعتمادها النهائى من قبل منظمات الأدوية فى العالم، وهذه الأدوية ستكون بمثابة ثورة لعلاج فيروس سى، ولكن سوف لا تطرح فى أسواق الدواء قبل الانتهاء من مراحلها الإكلينيكية الثانية والثالثة، والتى متوقع أن تنتهى فى غضون عامين أى أن مجموعة الأدوية الجديدة ستكون بعد ثلاث سنوات، ومن المنتظر أن يطرح عقار البوسى بريفير فى أسواق الدواء العالمية خلال هذا العام.
والجدير بالذكر أن منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية والمنظمة الأوروبية للدواء تفحص ملفات هذه الأدوية بدقة شديدة قبل طرحهم فى الأسواق خلال هذا العام، وذلك لأنه فى العام الماضى تم سحب دوائين هامين من سوق الدواء العالمى، وهما دواء الافنديا، والخاص بمرضى السكر، ودواء الميريديا والخاص بمرضى السمنة، رغم أن هذه الأدوية تم استخدامهم من قبل ملايين المرضى ووجد فيها بعض المضاعفات الخطيرة التى حدثت لعدد قليل من المرضى بعد تناولهم الدواء، ولذا وبعد هذه التجارب المريرة من قبل منظمات الأدوية، وحفاظًا على المرضى فقد تم تأجيل ظهور الأدوية الخاصة بفيروس سى فى منتصف هذا العام حتى يتم فحص الملفات الخاصة بهذه الأدوية حتى لا يحدث ما حدث من قبل مع الأدوية التى تم سحبها من سوق الدواء العالمى.
ومن المعروف أن نزول دواء البوسى بريفير والتلى بريفير سوف يتم استخدامهم من قبل ملايين المرضى الذين يعانون من فيروس سى، ومن المعروف أن هناك مائتى مليون مريض يعانون من فيروس سى يوجد منهم فى مصر تسعة مليون مريض مصرى وأربعة مليون مريض أمريكى، بالإضافة إلى ملايين المرضى من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولذا رحمة بهؤلاء المرضى يتم اتخاذ معايير صارمة من قبل المنظمات الدولية قبل الموافقة على نزول الأدوية الحديثة.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع